تحقيقات أمنية استثمرت معلومات واردة من “الأنتربول” واستنفرت مصالح الصحة والجمارك في “الكركرات”
وضعت تحقيقات أمنية اليد على معطيات خطيرة حول نشاط شبكة متخصصة في المتاجرة بعقار “البوطوكس” الطبي، المستخدم لغايات تجميلية في علاج التجاعيد وآثار تقدم العمر، وذلك بعد التوصل بمعلومات دقيقة من مصالح الشرطة الدولية “الأنتربول”، المعنية بمكافحة تهريب وتزوير الأدوية في دول غرب أفريقيا، إذ حملت هذه المعطيات أسماء مشتبه فيهم ومواقع نقل وتخزين العقار المذكور، الذي يهدد صحة مستخدميه في حال فساده وسوء استخدامه، خصوصا أن الطلب تزايد عليه في المغرب أخيرا، وأصبح يستعمل دون رقيب أو حسيب في صالونات ومراكز التجميل الراقية والشعبية.
وأكدت مصادر “الصباح” أن التحقيقات الجارية بالتنسيق مع مصالح المراقبة في الصحة والجمارك، أفادت وجود شبكة منظمة تتكفل بتهريب هذه المواد وإدخالها إلى السوق عبر النقطة الحدودية الجنوبية “الكركرات”، إذ يتم جلبها من الصين، وتمر عبر جزر الكناري، ثم تنقل إلى موريتانيا، بالاستعانة بزوارق تعود لمهربين خطيرين، قبل دسها بين سلع شرعية محملة على شاحنات نقل بضائع تابعة لشركات معروفة.
وتمثل هذه المواد خطورة على الصحة، خاصة أنها لا تخضع لشروط الحفظ، كما أنها تستعمل من قبل أشخاص لا يتوفرون على الأهلية لاستخدامها.
وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هناك بعض مهنيي الصحة الذين يلجؤون لهذه الشبكة للحصول على مواد التجميل، نظرا لسعرها المنخفض بالمقارنة مع المواد التي تدخل وفق المساطر القانونية.
وتكون هذه المواد ومستحضرات التجميل، في الغالب، رديئة، كما أنها تشكل خطورة على صحة مستعملها، بالنظر إلى أن بعضها مسرطن، خصوصا تلك التي تحتوي على نسبة عالية من مادة “البرابين” التي ثبت خطرها على الصحة، إذ يرصد أطباء الجلد العديد من الإصابات الجلدية التي تتسبب فيها المواد المقلدة والتي تباع بدون ترخيص.
وتسببت هذه المواد في مضاعفات خطيرة لعدد من مستعمليها، كما أن نشاط التهريب يضر بالصناعة الوطنية لمواد التجميل وشبه الصيدلية ويحرم الخزينة من موارد ضريبية تقدر بالملايير.
وأفادت مصادر “الصباح” أن سلطات المراقبة ستشن حملة واسعة على محلات بيع المواد شبه الصيدلية، وذلك بعد ارتفاع عدد الإصابات الناتجة عن استعمال مواد تجميل وأخرى شبه صيدلية، وتسبب بعض المواد في سرطان الجلد لمستعمليه.
وأكدت المصادر ذاتها أن هناك تنسيقا بين مختلف الإدارات المتدخلة والمعنية بالموضوع من أجل تشكيل لجنة مشتركة للإشراف على عمليات مراقبة المحلات التي تبيع مواد التجميل والمنتوجات شبه الصيدلانية، وذلك للتأكد من مصدرها وعدم زوريتها.
وارتفع نشاط شبكة تهريب “البوطوكس” نظرا للإقبال الكبير على عمليات التجميل، إذ أن قنوات البيع القانونية لم تعد قادرة على الاستجابة لحاجيات السوق، ما حول هذا العقار إلى هدف لتجار السوق السوداء، وخلفهم المهربون، إذ يتعلق الأمر بـ”بيزنس” أصبح يدر أرباحا خيالية على المتاجرين في العقار الطبي المذكور، إذ تصل كلفة حصة حقن شاملة لوجه الزبون بكامله إلى 10 آلاف درهم.
عبد الواحد كنفاوي

Enregistrer un commentaire